قبل 55 عامًا، في 29 أكتوبر 1969، وقع حدث تكنولوجي غير مجرى التاريخ عندما قام جهازي كمبيوتر، أحدهما في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) والآخر في معهد ستانفورد للأبحاث، بتبادل البيانات للمرة الأولى. وقت. وقت. وكانت هذه هي اللحظة التي شهدت ولادة ARPANET، وهي الخطوة الأولى نحو ما نعرفه اليوم باسم الإنترنت. لم يكن هذا الاتصال الأول مثاليًا، لأنه على الرغم من أن المحاولة كانت بمثابة إرسال “تسجيل الدخول”، إلا أنها تمكنت فقط من إرسال الأحرف “LO” قبل التعطل. لكن هذا الحدث كان بمثابة بداية لشبكة من الشبكات التي تربط أكثر من 4.5 مليار شخص بعد خمسين عامًا.

تعود أصول الإنترنت إلى منتصف الحرب الباردة، عندما تم تصورها كمشروع دفاعي من قبل وزارة الدفاع الأمريكية. كانت الفكرة هي إنشاء شبكة مرنة وآمنة تسمح بمشاركة المعلومات بسرعة بين مواقع مختلفة في حالة الطوارئ. وبهذا الهدف، بدأت ARPANET في ربط مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وفي غضون سنوات قليلة أثبتت نفسها كأساس للشبكة العالمية. وبحلول عام 1971، كانت الشبكة تربط بالفعل 15 عقدة، واستخدمها العلماء والأكاديميون لتبادل المعلومات والتعاون، ووضع الأسس للتوسع العالمي في المستقبل.
كان ظهور بروتوكول التحكم في الإرسال/بروتوكول الإنترنت (TCP/IP) في عام 1983 هو التقدم الرئيسي التالي للإنترنت. سمح بروتوكول TCP/IP، الذي أنشأه العالمان فينتون سيرف وروبرت كان، لشبكات مختلفة بالتواصل مع بعضها البعض بطريقة قياسية وآمنة. ومع هذا البروتوكول، توقفت الإنترنت عن كونها مجرد مورد عسكري وبدأت في ربط الشبكات الأكاديمية والحكومية في بلدان مختلفة. أدى هذا التكامل العالمي إلى نمو هائل، وبحلول أواخر الثمانينيات، كانت آلاف الشبكات وأجهزة الكمبيوتر حول العالم مترابطة، مما سمح بالتبادل السلس للمعلومات.
– ثورة الشبكة العالمية
أحدث تطوير شبكة الويب العالمية (WWW) في عام 1989 على يد العالم البريطاني تيم بيرنرز ثورة كاملة في استخدام الإنترنت. قدمت شبكة الويب العالمية مفهوم النص التشعبي من خلال إنشاء روابط بين المستندات التي تسهل التنقل في البيئة الافتراضية. أدى هذا الابتكار، إلى جانب ظهور متصفحات مثل Mosaic وNetscape في التسعينيات، إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى الإنترنت وسمح للمستخدمين باستكشاف مواقع الويب بسهولة. من بضعة مواقع فقط في عام 1993، نمت شبكة الويب إلى أكثر من 17 مليونًا بحلول عام 2000، مما حول الإنترنت إلى مساحة يسهل الوصول إليها ومفيدة لعامة الناس.
– أول موقع في التاريخ
لا يزال أول موقع ويب في التاريخ، قام بتطويره بيرنرز لي في عام 1990، موجودًا ويمكن زيارته على: يحتوي هذا الموقع الأول فقط على نصوص وروابط أساسية، بدون ألوان أو رسومات، وكان بمثابة دليل معلومات تقني للوصول إلى المستندات ومشاركتها. . على الرغم من مظهره المتواضع، يمثل هذا الموقع بذرة الويب الحديثة، وهو النظام الذي تطور لاستضافة كل شيء بدءًا من الشبكات الاجتماعية وحتى منصات الوسائط المتعددة وأصبح جزءًا أساسيًا من الحياة الحديثة.

لقد تطورت شبكة الإنترنت باستمرار منذ بداياتها كمشروع عسكري حتى أصبحت نواة المجتمع الحديث. على الرغم من مرور 55 عامًا على أول تبادل للبيانات، لا تزال الإنترنت واحدة من أعظم الثورات التكنولوجية في التاريخ وتثير أسئلة لا حصر لها حول المستقبل. ما هي التطورات الجديدة التي ستجلبها الإنترنت في السنوات القادمة؟